قصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism)، هو مرض ينجم عن نقص في هرمونيّ الغدة الدرقية (Thyroid gland)، ثيروكسين (T4 - Thyroxine) وثُلاثَيُّ يودوثيرونين (T3) – (Triiodothyronine) في أنسجة الجسم. وتقسم مسببات هذا المرض إلى 3 مجموعات أساسية:
قصور الغدة الدرقية الأولي (Primary hypothyroidism): حين تعجز الغدة الدرقية عن إنتاج الهرمونات بسبب عوامل ما أصابت الغدة بضرر.
قصور الغدة الدرقية الثانوي (Secondary hypothyroidism): حين يتضرر إنتاج هرمون الموجّهة الدرقية / ثيروتروبين (Thyroid stimulating hormone - TSH) في الغدة النخامية (Hypophysis)، وهو هرمون المراقبة الخاص بالغدّة الدرقية.
قصور الغدة الدرقية الثالثيّ (Tertiary Hypothyroidism): حين يتضرر إنتاج الهُرمون المُطلِق لمُوَجّهَة الدرقية (Thyrotropin - releasinghormone - TRH) في الوِطاء (هيبوثالامُس - Hypothalamus)، وهو هرمون المراقبة الخاص بالغدّة النخاميّة.
متى يحدث قصور الدرقية الاولي؟
قصور الدرقية الأولي هو السبب الأكثر انتشارا، ويحدث في عدد متنوع من الحالات:
التهاب الدرق المنسوب لهاشيموتو (Hashimoto's thyroiditis) - وهو التهاب مزمن في الغدّة الدرقيّة يكون مصحوبا، في بعض الأحيان، بتضخّم الغدّة الدرقيّة.
تلف الغدّة الدرقيّة من جراء اليود المُشعّ (Radioactive iodine) الذي يستخدم في معالجة فرط الدرقيّة (Hyperthyroidism)، أو في معالجة أورام سرطانيّة في الغدّة الدرقيّة.
بعد استئصال الغدّة الدرقيّة.
تلف الغدّة الدرقيّة نتيجة لالْتِهاب ُالدرَقِيةِ تحت َالحادّ (Subacute thyroiditis).
تناول اليود بجرعة مرتفعة.
اضطراب في عمل الغدّة نتيجة لتناول بعض الأدوية، مثل: ليثيوم (Lithium)، أميودارون (Amiodarone)، دوبامين (Dopamine).
قصور درقيّ بعد الإنجاب ينجم عن التهاب (يزول تلقائيا، عادة).
أسباب نادرة، أسباب من الولادة: خلل وراثي في إنتاج هرمونات الغدّة الدرقيّة أو نقص في اليود.
يشكل التهاب الدرق المنسوب لهاشيموتو (Hashimoto's thyroiditis) السبب الأكثر انتشارا لقصور الغدّة الدرقيّة.
هذا الداء ينجم عن وجود التهاب مستمر يؤذي مبنى الغدّة وأداءها الوظيفيّ. وينشأ هذا الالتهاب بفعل مضادات (أضداد - Antibodies) يتم إنتاجها في الجهاز المناعي (Immune system) لدى المريض، فتهاجم الغدّة وتؤدّي إلى إتلافها، بشكل تدريجي لا يمكن منعه أو وقفه.
هذا المرض وراثي يصيب، أحيانا، أكثر من فرد واحد من أبناء العائلة نفسها. وتوجد في دماء المصابين بداء هاشيموتو نسبة مرتفعة جدا من المضادات التي تهاجم البروتين الأساسي الذي تنتجه خلايا الغدّة الدرقيّة، الغلوبين الدرقي (Thyroglobulin)، كما تهاجم، أيضا، إنزيم بيروكسيداز (Peroxidase) الضروري لإنتاج الهرمونين T3 وT4.
يصيب هذا الداء النساء أكثر مما يصيب الرجال (بنسبة 4 لـ 1 ولدى المسنين بنسبة 8 لـ 1). وقد يظهر هذا المرض في اية مرحلة من العمر، لكن احتمال ظهور يزداد مع التقدم في السن.
أعراض قصور الغدة الدرقية
يظهر قصور الغدّة الدرقيّة في عدة علامات وأعراض مختلفة يتم عزوها، عادة، إلى أسباب أخرى. وتشمل علامات واعراض قصور الغدة الدرقية:
التعب
الضعف
النعاس
الهبوط في التحصيل الدراسي
الارتفاع في الوزن
الحساسية للبرد
أوجاع في العضلات والمفاصل
النسيان واضطرابات في الذاكرة
تساقط مفرط للشعر
الإمساك
النزيف الحاد في الطمث
المشاكل في الخصوبة
التقلبات المزاجية
الاكتئاب
ضعف في السمع
الجفاف في الجلد وفي الشعر
تشوش النظر
البحّة
انخفاض الشهيّة
التعرّق في كفتي اليدين
البطء في الكلام
انتفاخ في الوجه وحول العينين
البطء في الحركة وظهور وذمات (Edema) في الساقين.
قد تظهر لدى المسنين المصابين بقصور الغدّة الدرقيّة أعراض أخرى إضافية، مثل انخفاض في الأداء الوظيفي للدماغ، حالة تشبه كثيرا داء الخرف (Dementia).
وقد يلاحظ الطبيب، خلال الفحص الجسماني، وجود العلامات والأعراض التالية:
تضخّم في الغدّة الدرقيّة
نبض بطيء
جفاف في الجلد
منعكسات (Reflexes) بطيئة
شحوب لون الجلد وميله إلى الصفرة
ارتفاعا في ضغط الدم.
وقد تبين الفحوصات المخبرية وجود فقر الدم (أنيميا - Anemia)، انخفاض مستوى الصوديوم في الدم وارتفاع مستوى كل من الكولسترول (Hypercholesterolemia) وثلاثي غليسيريد الدم (Hypertriglyceridemia).
تشخيص قصور الغدة الدرقية
بالإمكان، اليوم، تشخيص قصور الدرقية الأولي، في وقت مبكر وبطريقة ناجعة، بواسطة فحص مستوى هرمون الموجّهة الدرقية / ثيروتروبين (Thyroid stimulating hormone – TSH)، وهو الهرمون الذي يتم إنتاجه في الغدّة النخاميّة ويحفز إنتاج هرمونيّ الغدة الدرقية T3 وT4.
عندما يتم إنتاج هرمونيّ الغدّة الدرقيّة فإنهما يرسلان إشارة إلى الغدّة النخاميّة، وهكذا تتم المحافظة على مستوى سليم من هرمون TSH في الدم.
عندما يكون إنتاج هرموني الغدّة الدرقيّة غير كاف، لا يتم إرسال تلك الإشارة، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى هرمون TSH في الدم.
يتم تشخيص قُصورُ الدَّرَقِيَّة الأولي عند وجود مستوى مرتفع من هرمون TSH في الدم.
أما تشخيص قصور الدرقية الثانوي والثالثيّ فيتم بناء على معلومات عن أمراض سابقة أصابت الغدّة النخاميّة والوطاء، وبمساعدة فحوصات خاصة معدّة لتقييم ردة فعل هرمون TSH على تحفيز بواسطة TRH.
علاج قصور الغدة الدرقية
علاج قصور الغدة الدرقية سهل، نسبيا: يتم تناول أقراص ليفوثيروكسين (Levothyroxine) (إلتروكسين - Eltroxin) التي تحتوي على الهرمون T4، والتي يستصعب الجسم إنتاجها، مرة واحدة كل يوم.
تتم ملاءمة الجرعة الدوائية، بالتدريج، لنتائج فحوصات المختبر ولشعور المصاب.
أحيانا، يتجه المرضى إلى الطب البديل لمعالجة المشكلة، لكن ليست ثمة حلول مثبتة وناجعة في هذا المجال.
وعلى أية حال، فإن ترك قصور الدرقية بدون علاج مناسب قد يزيد من حدة المرض، بل قد يتفاقم حتى إلى حالة من القصور المتعدد الأجهزة (غيبوبة الوذمة المُخاطية - Myxedema coma).